لماذا اسطنبول هي أهم مدينة في العالم؟

لماذا اسطنبول هي أهم مدينة في العالم؟ 1 استكشف تركيا, اسطنبول

تاريخيا:

المدينة التي سعت لها امبراطوريات العالم لتكون عاصمتهم ومركز قوتهم. كانت تعرف بالسابق بالـ”القسطنطينية” وقبل ذلك، كانت تدعى ب”بيزنطة”. فلهذه المدينة تاريخ عريق لأكثر من 2500 عام. أسسها البيزنطيين في عام 658 ق.م على يد الملك بيزاس ابن نيسوس ملك ميغارا. ثم اتخذها الامبراطور قسطنطين كعاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية في عام 335. بنى الرومان بها أفخم وأعتق مبانيهم وقلاعهم، فكانت لهم سدا منيعا بوجه الغزاة. بنيت الأسوار بعمق خمسة أمتار، وارتفعت تسعة أمتار فوق سطح الأرض وامتدت على طول اثنان وعشرون كم2. قاومت أسوار هذه المدينة منذ انشائها كل الغزاة. صمدت لأكثر من ستون حربا شنته أعتى جيوش العالم. فشل الجميع باختراق أسوارها العظيمة، حتى غزاها القائد الفاتح محمد الثاني، سلطان الإمبراطورية العثمانية العظيمة. كانت حربا عظيمة دامت ثلاث وخمسون يوما. بنى الفاتح على مقربة منها قلاع لكي تكون مركزا لجيشه وحشد فيها أشوس الرجال مدججين بأكثر الأسلحة تطورا في ذلك الوقت. حكم التلال السبع أكثر من مئة وعشرون بين امبراطور وسلطان.

       

 

جغرافيا:

لمدينة إسطنبول موقع استراتيجي، جعل منها مركزا عالميا لالتقاء الحضارات والثقافات المختلفة. اجتماع الشرق والغرب يعطيها تميز وتوفق استراتيجي لا تضاهيه مدينة في هذه المعمورة. المدينة الوحيدة في العالم التي تقع في قارتين مختلفتين. ليس ذلك وحسب، بل يفصل بين هاتين القارتين مضيق البوسفور المرتبط بالبحر الأسود وبحر مرمرة الواصل بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط. نسيم البحر الأسود ممزوجا بمناخ البحر الأبيض المتوسط، هو مزيج رائع مما جعل هذه المدينة تمتلك مناخا رائعا. صيفها جميل وشتائها أجمل، وتمتلئ المدينة بالأزهار طيلة فصل الربيع. ومن أحد أسباب صعوبة الهجوم على هذه المدينة هو الحماية الطبيعية للمدينة. حيث بات اختراق مضيق البوسفور صعبا للغاية بتواجد السلاسل المانعة للسفن. وكانت طبيعة تلالها تعطي الأفضلية للأسوار بأن تمنع المتطفلين من خارج المدينة. لذلك كانت إسطنبول عصية بوجه كل من واجهها، إلا محمد الفاتح، فلقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم بحديثه الشريف ” لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش”.

       

اقتصاديا:

عَلمَ الحكام أن من يحكم إسطنبول سيمتلك قوة اقتصادية لا مثيل لها. فموقعها الاستراتيجي يجعل منها مركزا اقتصاديا عالميا. مر من خلال هذه المدينة معظم السلع العالمية المتنقلة بين قارتي آسيا وأوروبا. مما أدى إلى ازدهار هذه المدينة من شتى النواحي. فكريا، حضاريا، دينيا وبالطبع اقتصاديا. فلقد كانت ولازالت إسطنبول إحدى أهم البؤر الاقتصادية العالمية. أما الآن، فمع تواجد الطائرات، احتلت شركة الطيران التركية المركز السابع لأفضل طيران في العالم. أما سماء إسطنبول، فلن تستطيع النظر إلى السماء في أي وقت كان من دون أن تشاهد طائرة تحوم بين الغيوم قاصدة إسطنبول أو منطلقة منها. فمن إسطنبول تستطيع الوصول لمعظم مدن القارتين بزمن أقل من أربعة ساعات. وقد حطم مطار أتاتورك الأرقام القياسية لعدد الرحلات في اليوم الواحد بنفس الشهر مرتين متتاليتين. حيث قدر عدد الرحلات في يوم التاسع من سبتمبر عام 2016 ألف وخمسمائة هبوط واقلاع. أما عن متوسط المسافرين من مطار أتاتورك سنويا، فإنه يقدر بستون مليون مسافر. كما أنني لم أشمل في إحصائيتي باقي مطارات إسطنبول لدولية ك(مطار صبحية والمطار الثالث الجديد الأكبر في أوروبا)

       

 

ثقافيا:

ماذا تتخيل من مدينة عمرها أكثر من 2500 عام من الحضارة والعلوم؟ ليس ذلك وحسب، بل وكانت ملتقى للعلماء والمتدينين حول العالم. تتماز إسطنبول بحضارة وثقافة عالية جدا، فقد عاش بها الإغريق وكانت عاصمة الرومان يوما وكانت عاصمة الإمبراطورية العثمانية يوما آخر. فترك كلٌ من هاتين الحضارتين أفضل ما لديها في هذه المدينة. حتى إن محمد الفاتح أمر بعدم مساس المباني الرومانية بضرر، فحافظ عليها وحولها إلى مساجد ومراكز للدولة. فأضفى ذلك مزيجا رائعا من الحضارات المتفرقة. فكانت مصدرا للفنون والعلوم والأدب لجميع أنحاء العالم.

الطبيعة:

تمتاز إسطنبول بطبيعة خلابة لا مثيل لها. غابات، مضيق، جبال، هواء عليل، ومناخ فيه من التنوع ما يسر النفس البشرية. فبعض من الصيف بشمس عليلة، وبعض من الشتاء مع الثلوج الجميلة، وبعض من أوراق الخريف ذات الصوت الجميل أما الربيع فيمتاز بألوانه النظرة ونسماته العليلة. هذا التنوع يجعل من إسطنبول مكان مناسب لنمو المساحات الخضراء وازدياد خيراتها الطبيعية. وبالطبع، ساهمت طبيعة إسطنبول بنمو السياحة بها وجعلها وجهة سياحية عالمية .