جسور البوسفور في اسطنبول

جسور البوسفور المعلقة 

Contents

 

تُعتبر اسطنبول العاصمة الاقتصادية والثقافية لدولة تركيا، وهذا ما يجعلها مركز استقطاب العديد من المواطنين الأتراك وغير الأتراك دوما، وذلك بهدف زيارتها أو العمل فيها أو حتى قضاء عطلتهم وسط أجواء تركية مميز، ويعتبر مضيق البوسفور وهو الممر المائي الذي يربط بين بحر مرمرة والبحر الأسود، ويعد نقطة التقاء بين قارتين آسيا وأوروبا والجسور والأنفاق التي تعبر المضيق تربط هاتين القارتين . 

وفي هذا المقال سوف نذكر الجسور الثلاثة المعلقة في مضيق البوسفور:

 

جسر البوسفور :

وهو يربط بين القسم الآسيوي والأوروبي من اسطنبول وتم افتتاح الجسر في عام 1973 في الذكرى الخمسين لتأسيس الجمهورية التركية، يبلغ طول الجسر 1560 متر وعرضه 33 متر ويبلغ ارتفاعه عن سطح الماء 64 متر، ويقع جسر البوسفور فوق مضيق ويبلغ طول الجسر 1510 أمتار، وعرضه 39 مترا، ويرتفع عن سطح البحر 65 مترا،  وهو محمول بواسطة أعمدة من المعادن والخرسانة يبلغ ارتفاعها 165 مترا، ويبعد كل عمود منها عن الآخر مسافة عشرة أمتار وتوفر الأسلاك الفولاذية المشدودة بين ساقي الجسر دعامة رفع إضافية، إذ يبلغ عددها 10412 سلكا، يتراوح سمكها بين 0.5 و1 سنتيمتر، تتصل ببعضها لتشكل حزما معدنية قوية تحمل الجسر.  

جسور البوسفور في اسطنبول 1 اسطنبول

أهمية جسر البوسفور :

تكمن أهمية جسر البوسفور في كونه أحد طرق النقل الواصلة بين الجهة الاسيوية الأوروبية لمدينة إسطنبول، والطرق البحرية التي تقطعها العبارات وسفن النقل العام التابعة لبلدية إسطنبول، إضافة إلى قطار مرمراي الذي يمر من تحت قاع مضيق البوسفور ويتكون الجسر من ثمانية ممرات، هناك اثنين منهما للطوارئ، وفي أيام الأسبوع العادية تعمل  4 ممرات من  6 كممرات لتخفيف الضغط في ساعات الذروة، حيث تستخدم الممرات الغربية بكثافة في الصباح بينما تستخدم الممرات الشرقية بكثافة في المساء، ويدخل هذا الجسر يوميا نحو 200 ألف عربة بين سيارة وحافلة ركاب وشاحنة لنقل البضائع وغيرها، وتحمل نحو 600 ألف نسمة يعبرون بين طرفي المدينة، مقابل أجر تدفعه كل عربة عند دخولها الجسر من بطاقات ذكية تلصق على زجاجها الأمامي وتقرأه حساسات إلكترونية مثبتة على طرفي الجسر، ولكن لا يسمح للمشاة من عبور الجسر سيرا على الأقدام خوفا من أذية أنفسهم والانتحار .

ويعتبر جسر البوسفور هو أطول جسر معلق في العالم، وقد تم تركيب نظام إضاءة متطور على الجسر في عام 2007 حتى تعمل على انارة البوسفور في المساء، كما يتم عمل عروض ضوئية ايضا ملونة في المساء باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ولذلك يعد البوسفور أحد المعالم السياحية الهامة في تركيا .

 

جسر السلطان محمد الفاتح :

يسمى أيضا جسر البوسفور الثاني أو كما يقال عنه “ جسر محمد الفاتح ” وسمي الجسر نسبة إلى السلطان التركي محمد الفاتح الذي فتح إسطنبول عام 1453م، حيث تم العمل على انشاء هذا الجسر بعد عامين من تنفيذ جسر البوسفور الأول لأنه شهد في حينها حركة مزدحمة جدا للسيارات عليه، وذلك نتيجة ازدياد عدد سكان إسطنبول، مما جعل هذا الأمر أهمية كبيرة في مباشرة إنشاء جسر آخر لتخفيف الازدحام على الجسر الأول و تم بناء هذا الجسر في موقع حيث عرض المضيق 660 متر كحد أدنى وتم افتتاح الجسر في عام 1988 ويبلغ طول الجسر 1510 متر وعرضه 39 متر وارتفاعه عن سطح الماء كالجسر الأول 64 متر .

جسور البوسفور في اسطنبول 2 اسطنبول

أهمية جسر السلطان محمد الفاتح :

يضيفُ جسر محمد الفاتح لمسة فنيّة على مياه مضيق البوسفور، حيث تمّ تصميمه من الشركة التي قامت بتصميم جسر البوسفور الأول، حيث تنعكس ألوانه ليلاً لتتألق على مياه المضيق، كما و يسمح بمرور السفن من تحته بحركة انسيابيّة دونَ عائق، وتبلغ تكلفة إنشاء هذا الجسر مائة وثلاثين مليون دولار أمريكيّ، ويعتبر أول من عبر هذا وهو النائب الذي قاد سيارته الرسمية، وتم تسجيله كأول Turgut Özalالجسر كأول شخص يعبر هذا الجسر، ويذكر في بداية افتتاح الجسر أنه كان يقتطعُ من مبلغاً بسيطاً لعبور هذا الجسر . 

 

جسر السلطان يافوز :

هو الجسر الثالث على البوسفور وتم تسمية الجسر بهذا الاسم ، تكريمًا لسلطان  العثماني سليم الأول ، الذي قام بتوسيع الإمبراطورية العثمانية إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، وحصل على لقب الخليفة بعد دخوله مصر في القرن السادس عشر ، عام 1517 م ، وكان يلقب بيافوز، باللغة العربية تعني الصارم ، بسبب شدته في الحكم .

و يقع بالقرب من مدخل البحر الأسود من مضيق البوسفور، حيث يربط بين منطقة غاريس في القسم الأوروبي ومنطقة بويرازكوي في القسم الآسيوي، وتم العمل به عام 2013 ، والانتهاء 2016،  ويتشكل جسم الجسر من القطع المعدنية ، و يوجد به أربعة ممرات ، وخط سكة حديد من الاتجاهين ويبلغ طوله 2164 مترا، حيث قام المهندس ميشيل فيرلوجو مع جيان فرانسوا كلين ، بتصميم الجسر وتعد أعمدته من بين الأعلى عالميا بارتفاع قدره 322 مترا، بلغت تكلفته نحو 900 مليون دولار .

حيث تم البدء في بناؤه عام 2013 ، و يمر جسر “السلطان سليم” أعلى مضيق البوسفور، ويربط بين الشطرين الآسيوي و الأوروبي من مدينة إسطنبول، ويأتي بناؤه في إطار مشروع ضخم يتيح للمدينة التوسع التوسع نحو البحر الأسود .

جسور البوسفور في اسطنبول 3 اسطنبول

الهدف من إنشاء جسر السلطان سليم يافوز:

تخفيف حدة الازدحام المروري في مدينة إسطنبول التي يبلغ عدد سكانها 14 مليون نسمة، بالإضافة إلى تقليل تكلفة الوقود وتوفير وقت العمال ، وأيضا تخفيف الضغط عن جسرين آخرين يمران فوق مضيق البوسفور وتعبرهما 150 مليون مركبة سنويا .

 

و ذكر الكاتب ” أورهان باموك ” في كتابه إسطنبول مدينة الذكريات ….” البوسفور روح إسطنبول ومنه تستمد القوة “.