السياحة

 

يوما من الأيام كان التنقل بين البلدان أمرا صعبا للغاية. كان مكلفا وشاقا ولفترات زمنية طويلة جدا (أشهر وأحيانا سنين). لذلك لم يكن يسافر ويتنقل بين البلدان إلا الرحالة أو التاجر أو الباحث عن العلم وبالطبع لن أنسى الحروب، فقد كانت أعداد المسافرين فيها هائلا بالنسبة إلى ذلك الزمان.

 

أما الآن، فبعد توفر الرفاهية الكبيرة بفضل التطور الحضاري في القرن العشرين، بات السفر أمرا يسيرا. ببضع ساعات تتنقل حول الكرة الأرضية مستكشفا أقصى بقاع الأرض. تتعرف على تاريخ الشعوب التي مرت من تلك المناطق وكيف استمر سكانها بالحفاظ على إرثهم التاريخي. أصبح السفر رفاهية سهلة المنال من كل الجوانب، فلخدمات السياح قطاع خاص في كل دولة. يهدف هذا القطاع إلى رفع مستوى الخدمات السياحية وتطويرها

.

 

السياحة عالمية:

سأضع بين يديك عزيزي القارئ إحصائيات عالمية لعدد من السنوات لكي تلاحظ التطور الكبير الذي حصل في هذا المجال. الإحصائية تم نشرها من قبل منظمة السياحة العالمية (World Tourism Organization)

–        في عام 1950، بلغ عدد السياح في العالم خمسة وعشرون مليون سائح.

–        في عام 1980، ازداد عدد السياح إلى 278 مليون سائح.

–        في عام 2000، بلغ عدد السياح العالمي 674 مليون سائح.

–        أما في عام 2016، فقد تضاعف الرقم إلى 1235 مليون سائح.

كما لاحظتم، فإن الكرة الأرضية تشهد تحركات واسعة على نطاق السياحة، مما أدى إلى التطورات الكبيرة التي شهدتها في هذا القطاع.

أما بالنسبة للعائد المالي فسنذكرها مستمدين معلوماتنا من نفس المصدر (منظمة السياحة العالمية – World Tourism Organization)

–        في عام 1950، بلغ العائد المالي 2 مليار دولار.

–        في عام 1980، ارتفع المبلغ إلى 104 مليار دولار.

–        في عام 2000، ازداد الرقم إلى 495 مليار دولار.

–        أما في عام 2016، فقد تضاعف الرقم ثلاث مرات، بلغ العائد المالي 1.220 مليار دولار.

كما لاحظتم، فإن المصروف العالمي للرفاهة السياحة في ارتفاع مستمر. وذلك كان سبب رئيسي في مضاعفة الجهود من جميع البلدان لتوفير الراحة والاستمتاع لزوارها من السياح.

 

السياحة في تركيا:

تشغل تركيا إحدى أكثر البقع استراتيجية في العالم. ليس ذلك وحسب، بل إن الطبيعة الخلابة التي تمتلكها تركيا لا يمكن وصفها بالكلمات التي يمكن أن أكتبها في هذه المقالة، فمن مضيق البسفور نشهد اللقاء الحار بين قارتي آسيا وأوروبا الذي ينتج عنه طبيعة سحرية تفوق الخيال. ففي الرحلة البحرية في مضيق البوسفور، تستطيع استحضار هيبة القارتين وروحهما من النسيم العليل الممزوج بعبق القارتين.

بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجي، علينا بالطبع ذكر التاريخ العريق الذي كان حاضرا هنا. فمن هذه الدولة انطلقت الدولة العثمانية وهيمنت على العالم طيلة 600 عام. فكانت مهدا للحضارة والعلم والفنون. وشهدت أفضل نهضات العالم من الناحية العمرانية، مما أضاف إلى الطبيعة الخلابة قيمة تاريخية عريقة تستوجب العالم أجمع بأن يزورها.

 

من العوامل التي اددت إلى ازدهار السياحة في تركيا، هي الخدمات الراقية التي يوفرها الأتراك لزوارهم من جميع أنحاء العالم. فالطبيعة المرحة والراقية للتعامل مع السائح توقع بكل من يذهب إلى تركيا بفي حبها وحب شعبها الطيب.

فمن تجربتي الشخصية التي تنقلت بها بين المدن التركية، لامست قلوب الأتراك قلبي وحفظت وشعرت بقربهم مني أكثر من بقية الدول التي زرتها في حياتي.

 

تعتبر تركيا من أكثر البلدان التي يتوافد إليها السياح حول العالم. تحتل هذه الدولة المرتبة السادسة حسب التصنيف العالمي. يرتاد تركيا أكثر من 40 مليون سائح سنويا، مع تزايد الرقم تدريجيا بسبب التسهيلات والرفاهية المقدمة للسياح هنا.

لذلك عزيزي القارئ، اجعل من تركيا وجهتك السياحية القادمة، وأنا أأكد لك، بأنك سوف تختار تركيا لتكون وجهتك السياحية الدائمة. فزيارة واحدة إلى تركيا، لن تكفيك إطلاقا.