من منا لا يحب البندق!!

قد يكون هنالك من لا يحبه حقا، لذلك لن أدخل في باب الحب في الطعام. فلكل منا منهجه بالتمتع بقدسية الطعام. لذلك سأتكلم عن نفسي وعمن يحبون هذه المكسرات. ستقرؤون في مقالتي بعضا من التاريخ العريق للبندق، منكه بالمذاق التركي، وبالطبع لن أنسى أن أذكر بعضا من فوائده.

 

تاريخ البندق:

في عام 1995، تم استكشاف بعض الأدلة التي تقدر عمر تواجد البندق على كوكبنا قبل 9000 عام. كان اكتشافا مذهلا! فلقد وجد علماء الآثار في اسكتلندا حفرة يتواجد بها مئات الآلاف من قشور البندق المحروقة. تم تسجيل هذا الاكتشاف كأقدم تواجد للبندق. ومن يعلم! قد يكون وجود البندق أقدم من ذلك بكثير. نجت هذه المكسرات طيلة هذه السنين واستمرت بالإثمار، لكي تمتعنا بمذاقها اللذيذ، فحمدا لله على ذلك.

أما في يومنا الحاضر، فما عاد لإسكتلندا حصة في البندق العالمي. فلقد هيمنت تركيا على عرش المنتجين والمصدرين لهذا النوع من المكسرات. تنتج تركيا أكثر من 70% من محصول البندق العالمي. ليس من ناحية الكمية فحسب، بل وإنه الأفضل جودة على الإطلاق. ولذلك تركيا تسيطر على هذا السوق، فكلنا يروق له بأن يتذوق أزكى المذاقات. وهذا ما تحاول تزويدنا تركيا به، الأفضل دوما.

 

القيمة الغذائية للبندق:

1)      مصدر غني بالأحماض الدهنية أوميجا 3، والتي تتميز بتحسين أداء الجسد من كل النواحي، الذهنية منها والجسدية. كما أنه يساعد في عملية إحراق الدهون.

2)     يحتوي على مركبات بولي الفينول المضادة للأكسدة مثل “الكاروتينات الفلافونويد، ريسفيراترول، وتين، كريبتوزانتين” تعمل هذه المركبات على حماية أجسادنا من أمراض السرطان وأمراض القلب.

3)     أنه يحتوي على مستويات جيدة جدا من فيتامين E، ومضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الدهون.

4)     يحسن البندق من تشكيل الحيوانات المنوية لدى الرجال مما يزيد من فرص تكوين الجنين.

بالطبع لازال للبندق فوائد أخرى، ولكنني كما ذكرت في مقدمتي، فإني سأزودكم ببعض من فوائده. أما للذين يريدون التعمق أكثر، فأنصحك أيها القارئ بأن تتصفح بعض المراجع العلمية للإبحار في فوائد البندق.

 

البندق في تركيا:

يعد محصول البندق من أهم المحاصيل التي يهتم بها الأتراك ويسعون إلى إنتاجها. تتم زراعة البندق التركي على طول شاطئ البحر الأسود. تبدأ المحاصيل من مدينة “زونجلداك – Zonguldak” وحتى حدود تركيا مع جورجيا بمساحة تقدر أكثر من ثلاثون كيلو متر مربع.

يعمل أكثر من أربعة ملايين تركي بشكل مباشر أو غير مباشر في زراعة البندق وتحصيله. الذي يعطي البندق قيمة أكثر من الطعمة المميزة التي يصدرها. يشغل البندق هنا مساحة مهمة من الاقتصاد التركي الزراعي. فتزداد فوائد البندق بالنسبة للأتراك عن بقية الشعوب.

 

يتخلل البندق إنتاج الكثير من المنتجات التركية بل والعالمية. فبالتأكيد عزيزي القارئ أنك تذوقت نوعا من الشكولاه لم تستطع نسيانه يوما واحدا في حياتك. نعم، إنه طعم الشكوكولاه الممزوج بالبندق، فيضفي البندق طعمه الشهي ليزيد من لذة الساحرة.

لذلك أحب أن أنوه في آخر المقالة، بأنه عليك عند زيارتك لتركيا في المرة القادمة، بأن تقوم بشراء بعض البندق التركي. كيف لا وأنت تعلم الآن مكانة البندق في هذا العالم.