المعالم التي يقصدها السياح في اسطنبول

المعالم السياحية في اسطنبول

” لو كان العالم بلدا واحدة لكانت عاصمته اسطنبول ” بهذه الكلمات أدهشنا القائد الفرنسي نابليون بونابرت، إسطنبول تلك المدينة الجميلة العريقة من الجهة الغربية لمضيق البوسفور، ومرفؤها الطبيعي خليج القرن الذهبي، وهي المدينة الوحيدة في العالم التي تمتد على قارتين حيث تقع في المنتصف بين آسيا وأوروبا، حيث أن زيارة هذه المدينة و مشاهدة المعالم السياحية الموجودة فيها العريقة، تجعل من الزوار أسرى بسحرها وفتنتها، فنرى اسطنبول مزدحمة بالزوار والسياح في جميع الأوقات والأماكن وحتى الأتراك أنفسهم، يأتون إلى إسطنبول من مناطق بعيدة عنها في تركيا، لأنها تتميز عن باقي المناطق والمدن، بجمالها وتنوع أشكال الطبيعة فيها، من جبال، سهول، بحار أنهار، أودية، حدائق، و تلال، فتعتبر مدينة اسطنبول الان منارة العالم المعاصر .

وفي هذا المقال نذكر أهم المعالم السياحية في مدينة اسطنبول :-

مسجد السلطان أحمد ” الجامع الأزرق ” :

يقع جامع السلطان أحمد في منطقة الفاتح و يعتبر أحد أهم المعالم التاريخيّة في مدينة اسطنبول، وتم إنشاؤه من قبل السلطان أحمد الأول، وقام المعماريّ “سدف كار محمد آغا” بتصميم هيكل المسجد الأوّل بستّة قباب، وتم تزيين المسجد من الداخل بأكثر من 21 ألف قطعة خزفيّة من خمسين نوعاً مختلفاً، يغلب عليها اللون الأبيض والأزرق وبما أنّ رؤية الزوّار للمسجد عبر السنين قد اقترنت لديهم باللّون الأزرق أصبح الجامع يسمى بالجامع الأزرق، ويضم جامع السلطان أحمد ستّ مآذن عليها 16 شرفة، واعتمد المعماريّون هذا الرّقم إشارة إلى ترتيب السلطان أحمد من حيث تسلسل تولّي عرش السلطنة وعلى الزاوية الشماليّة الشرقيّة من الفناء الخارجيّ للمسجد يقع قبر السلطان أحمد، ويحيط به العديد من المرافق الأثريّة التي تعود الى الحقبة البيزنطيّة والعثمانيّة .

ايا صوفيا :

وهي التي أمر ببنائه الإمبراطور البيزنطي جستنيان سنة 537م، ثم تم تحويلها إلى مسجد في عصر لاحق من قبل السلطان محمد الفاتح في العام 1453م، وفي العام 1935م أعلنها الرئيس التركي الأسبق كمال أتاتورك أيقونة ومتحفاً وطنياً للبلاد، وبقيت آيا صوفيا إحدى الوجهات السياحية الأعلى إقبالاً على مدار السنوات الماضية، بسبب الهندسة المعمارية الإبداعية، والأهمية الدينية .

قصر دولمة بهجة :

أحد قصور اسطنبول التي تقع في بشكتاش  وعلى الساحل الأوروبي من مضيق البوسفور، وتم تصميم هذا القصر بأسلوب غير مسبوق من البذخ و السخاء , حيث صهر المهندسون العثمانيون أفضل الفنون المعمارية التي كانت منتشرة في فرنسا و ألمانيا و إيطاليا آنذاك لبناء هذا القصر العظيم وقد كان بمثابة المركز الإداري الرئيسي للإمبراطورية العثمانية في مدينة اسطنبول منذ إنشائه في القرن 19م وحتى أواخره، وخلال الربع الأول من القرن 20م، وكان القصر موطنًا لستة سلاطين حتى إلغاء الخلافة العثمانية في عام 1924م، حين نُقلت ملكيته إلى مؤسسة التراث الوطني للجمهورية التركية، وتديره حاليًّا مديرية القصور الوطنية، وتبلغ مساحتها 45000 متر مربع، ويُعد أحد أهم أماكن السياحة في تركيا التاريخية، والتي تتسم بفخامة التصميم والبناء، ويضم العديد من الحدائق والغرف والقاعات .

برج غلاطة :

يعد برج غلاطة بوصلة للسائحين لمعانقة سحر إسطنبول، ويقع بمنطقة “بي أوغلو” في الطرف الأوروبي من مدينة اسطنبول، وهومن أقدم وأجمل الأبراج في المدينة التاريخية ويتميز بارتفاعه الشاهق إذ يصل إلى 66.90 مترا،مما يتيح رؤية بانورامية مبهرة للمدينة التاريخية، ويعود تشييده إلى العصور الوسطى، ومنظر البرج الذي تتضح معالمه من أي مكان في المدينة القديمة، كمنطقة فاتح، ساحة تقسيم وأيوب، بل حتى العديد من المناطق في الطرف الأسيوي للمدينة، كمنطقة أوسكودار تشاملجا وبجانب برج غلاطة، تنتشر العديد من المقاهي والمطاعم التي تستظل بالبرج الكبير، حيث يتناول الزوار بعد نزولهم من البرج عادة كوبا من الشاي أو القهوة التركية، مع التقاط صور تذكارية بجانب البرج .

منطقة أورتاكوي :

تقع منطقة أورتاكوي ضمن مقاطعة “بشكتاش” على ضفة مضيق البسفور من الجهة الأوروبية لاسطنبول، وتعتبر إحدى أماكن الإقامة العريقة، إذ استضافت منذ القدم شعوبًا متنوعة من الأتراك واليونانيين والأرمن تعرف أورتاكوي باسم “منتجع سلاطين” بني عثمان، لما تضمّه من العديد من معالمهم وقصورهم وآثارهم المهمة المطلّة مباشرة على البوسفور، وهو قصر “تشيران” ويتميز هذا القصر بجدرانه الداخلية المزخرفة، واسقفه المصنوعة من الخشب، وكسوته الخارجية المكسوة بالرخام المتعدد الألوان، كما ويتصل قصر تشيران بقصر “يلدز” عبر جسر رخامي قديم، ومن المعالم الأخرى في المنطقة “مسجد أورتاكوي”، الذي يتميّز بزخرفته المميزة، وبنائه العريق، الذي يعكس مدى تطور العمارة في ذلك العصر، كما يطل الجامع بشكل مباشر على مياه مضيق البسفور والجسور المعلق وعلى أطراف ساحل في الحي، توجد كنيسة قديمة من العهد الروماني، لا تزال مفتوحة حتى اليوم، لاقامة القداس و الصلوات ومناسبات الزواج كما يوجد في المنطقة، سوق شعبي وتتميّز المنطقة بالأكواخ الصغيرة التي ترتصف إلى جانب بعضها البعض، و التي تقدم مأكولات متنوعة كالبطاطا المشوية وفطائر الوافل المحلّاة وتتمتع المنطقة بإطلالة رائعة على مضيق البسفور والجسر المعلّق، وخاصة في المساء حيث يكون الجسر مضاءً بألوان متنوعة ومميزة .

برج الفتاة :

ذلك الحارس الأمين لمضيق البوسفور أو كما يسميه العرب ببرج الفتاة، وهو البرج الأصغر في تاريخ المدينة العريقة والحامل الأكبر للأساطير والحكايات والقصص، هذا البرج المكون من عدة طوابق  تحتوي على مطاعم و مقاهي لكل واحد منها طابعه الخاص وعند الصعود الى البرج تسحر بالمناظر الخلابة التي تحيط بهذا البرج , حيث يطل على مدينة اسطنبول من كافة الاتجاهات بالإضافة لإطلالته على جسر البوسفور أما كشكل فهو مثمن و ذو قبة، يتألف من ستة طوابق يبلغ ارتفاعها 23 متر، يربط بينها درج لولبي، يمكن فيه أن اطلاق العنان للخيال و توقع كيف استطاعت تلك الفتاة التي سمي البرج باسمها أن تبقى محبوسة في هذا البرج مدة 18 عاما بعيدة عن اليابسة و لا يزورها سوى والدها السلطان . 

تلة العرائس “تشاميلجا” :

اسطنبول مشيدة بين سبعة تلال، لذا سميت (مدينة التلال)، وأشهرها وأهمها وأعلاها تلة تشاميلجا أو ما يسمى بالعربية تلة العرائس، الواقعة في الجزء الآسيوي من إسطنبول، وقد سميت تلة العرائس بهذا الاسم، لان معظم زوارها من العشاق، وكذلك العرائس ببدلات الزفاف، يقصدن هذه التلة، لأخذ الصور التذكارية، مع أحبابهم، لتبقى ذكرى أبدية بينهم وتنقسم “تشامليجا” إلى تلتين، إحداهما تعلو عن الأخرى بنحو 38م، تسمى “تشامليجا”  الأكبر، ويبلغ ارتفاعها 267م، فوق سطح البحر، والأخرى وهي الأصغر، ويبلغ ارتفاعه  229 م، فوق سطح البحر، فالتلة الأكبر توفر إطلالات جميلة جدا، كونها الأعلى، يتم  مشاهدة الممرات المائية الرئيسية في إسطنبول، مثل جسر البوسفور على البحر الأسود،  و جزر الأميرات على بحر مرمرة، وشبه جزيرة “امينونو” التاريخية، إضافة إلى  جبل “اولوداغ”، المكسو بالثلج، والواقع قرب بورصة، وحتى “تشامليجا” الأصغر ليست  بأقل من “تشامليجا” الأكبر، فهي مليء بالحدائق الرائعة، والغابات الجميلة، ومسارات  المشي، ويتم هناك إقامة مهرجانات، خاصة بالقرب من أزهار “التوليب”، وتتوزع العديد من المطاعم، المقاهي، الأكشاك، وأماكن مخصصة لحفلات الشواء، التي تكتظ بالأسر وتحديدا في عطلة نهاية الأسبوع، فبجمال تلة العرائس يتغنى الشعراء، وعنها يكتب  الأدباء برواياتهم، وتزداد المنطقة روعة، في لحظة شروق الشمس وغروبها .

متحف وحديقة مينا تورك  :

متحف وحديقة مينيا تورك في اسطنبول يضم عدد كبير من معالم تركيا السياحية في تصاميم مصغرة جدا، وتشمل تلك المعالم القصور، والحدائق، والجسور، والأبنية الأثرية  وغيرهم من المعالم، و تضم الحديقة أيضا برك وممرات مائية تضيف جمال وسحر آخر على المكان وتجعلها ضمن أفضل حدائق اسطنبول .

بازار السوق المسقوف :

يعد جراند بازار الوجهة المفضلة للسياح، فهناك أكثر من 5 آلاف متجر، تجعل منه أكبر سوق محلي في المدينة، وفيه يمكن العثور على السلع الأكثر ندرة والأغلى قيمة في تركيا، وتتضمن قائمة المنتجات الرائعة التي تباع في البازار الكبير ما يلي :

• الذهب والمجوهرات          • الأحجار الكريمة   • التحف القديمة  
• التوابل والبهارات             • الأقمشة والهدايا •  الجلود الأصلية
• السجاد التركي والايراني     • الحلويات التركية •  الصابون التركي
• الأواني المصنوعة يدويا و السيرامك المنقوش برسوم يدوية .

ومن الجدير بالذكر أنّ الكثير من المعالم السياحيّة والأثريّة التركيّة الموجودة في مدينة  اسطنبول  قد تمّت إضافتها إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1985م .